صبيانية نجوم ريال مدريد بين التمسك بأنشيلوتي .. وكراهية مورينيو

إنتهى موسم ريال مدريد هذا العام بخروج الملكي من الباب الضيق دون تحقيق أي لقب في عام 2015 بعد أن كان مرشحاً في بداية هذا العام للفوز بالثلاثية.

صحيح أن حال ريال مدريد يعتبر أفضل نسبيا هذا الموسم من حال برشلونة في الموسم الماضي على إعتبار فوزه بداية الموسم بالسوبر الأوروبي ومونديال الأندية ، لكن هذا لا يمنع أن الفريق قدم واحداً من أسوأ مواسمه ، وظهر الفريق بلا شخصية في عام 2015 الذي يبدو وأنه ليس بعام السعد على الفريق بعدما بدأ بالسقوط أمام فالنسيا في الليجا ومن بعده أمام أتليتكو في الكأس لتتوقف سلسلة إنتصاراته التي وصلت 22 إنتصاراً في بداية الموسم .

الفشل الكبير فتح الباب أمام رحيل الجهاز الفني بقيادة الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي يحتل المرتبة الأولى في أسباب الإخفاق الكبير الذي ضرب الفريق بداية من الخروج أمام أتليتكو مدريد في كأس الملك ، ثم السقوط في إختبار الليجا ، والذي تبعه السقوط الأكبر في دوري أبطال أوروبا أمام يوفنتوس.

وفي ظل مطالبة وتوقعات عشاق الفريق والصحافيين برحيل أنشيلوتي ، يفاجئ نجوم ريال مدريد الجميع بمطالبتهم بإستمرار المدرب الإيطالي رغم الحالة غير المرضية التي ظهر عليها الفريق مبررين طلبهم هذا بأن الفريق تعرض للعديد من الإصابات خلال هذا الموسم.

هذه هي وجهة نظر نجوم ريال مدريد في بقاء مدربهم ، لكنها تبدو ذات حجة ضعيفة للغاية في الدفاع عن المدرب الايطالي الذي علق كل إخفاقاته على غياب مودريتش مع العلم أن النجم الكرواتي قد عاد في الكلاسيكو الأخير الذي خسره الفريق في الكامب والذي أفقده كل شئ في الليجا، وحتى لو لم يعود فكيف لمدرب كبير يقود فريق بحجم ريال مدريد أن يعلق إخفاقه على إصابة أحد نجومه دون إيجاد حلول أخرى، والتي كان أقلها التعاقد مع بديل جيد في فترة الانتقالات الشتوية بدلاً من التعاقد مع لوكاس سيلفا الذي لم يستفيد منه الفريق وهو التعاقد الذي تم بموافقة أنشيلوتي.

الغريب أن نجوم ريال مدريد إتخذوا هذا الموقف لدعم أنشيلوتي ،وهو موقف مغاير تماماً لموقفهم مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو بعدما إتحدوا ضده في موسمه الأخير مع الفريق ،وذلك بعد أن دخل في خلافات حادة مع نجوم الفريق كان أبرزها مع القائد كاسياس بعدما فضل عليه دييجو لوبيز كأساسي ،إلى جانب مشاكله مع الإعلام الإسباني ، إضافة للحقائق التي تكشفت بعد ذلك بوجود خلافات للمدرب البرتغالي مع مواطنه رونالدو ومع قائد الدفاع راموس أثناء توليه مسؤولية تدريب الميرينجي.
الفارق بين الموقفين يكشف الكثير من طبيعة شخصية نجوم ريال مدريد الصبيانية بعدما فضلوا شخصية أنشيلوتي الضعيفة معهم رغم محدودية حلوله الفنية وعدم إمتلاكه لأدوات التعامل مع ظروف الفريق قبل وأثناء المباريات ، على شخصية مورينيو القوية التي إصطدمت بالعديد من النجوم رغم قدرته على إيجاد الكثير من الحلول الفنية سواء للحد من تأثير نقص الصفوف على الفريق أو إدارته لكل مباراة حسب ما تتطلب مفضلين بذلك مصلحتهم الشخصية على مصلحة الفريق.

وليس هناك دليل أكبر على ضعف شخصية أنشيلوتي مع لاعبي الفريق أكبر من إشراكه الدائم لجاريث بيل وكريم بنزيمة كأساسيين طوال الموسم رغم مستواهما المحبط ، إلى جانب إستبعاده الدائم لتشيتشاريتو أغلب فترات الموسم.ولم يكن مستواه الفني أفضل حلال بعدما باتت طريقته معروفة لأي مدرب ناشئ لدرجة أن جميع المتابعين لمباريات الريال يعلم ان اول تغيير سيجريه أنشيلوتي سيكون في الدقيقة 65 مهما كانت ظروف اللقاء.
لا ينكر أحد ان أنشيلوتي نجح في تحقيق العاشرة وكأس الملك لكن لا يمكن لأحد ايضاً ان ينكر ان هذين اللقبين جاءا في ظل وجود توفيق كبير لازم الفريق فيهما ، كما أن لقبي السوبر الأوروبي ومونديال الأندية جاءا بعد تعزيز الصفوف بالثنائي الكولومبي رودريجيز والألماني كروس وأصبح الفريق أقوى بكثير مما كان عليه مع مورينيو وفي ظل عدم قوة المنافسين على اللقبين.

ويبقى السؤال المهم .. وهو هل يستجيب فلورنتينو بيريز لضغوط نجوم الفريق الراغبين في وجود مدرب صاحب شخصية ضعيفة .. أم ينتصر رئيس النادي لرغبة الخبراء وعشاق النادي الذي يطالبون بضرورة التغيير؟.. سؤال ستجيب عنه الأيام المقبلة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]